Promo 2016-2017

          وقع خطو في الرّواق يتوالى                لحنُ مجد في الصّدور يتعالى

      فوجُ أشــــبال تنادوا للعلـى                  فاستقوا العلم ونادوه الـرّحالا

      يعبرون الدّرب تيها ودلالا                   يملأونَ النّفـس زهوا واختيالا

 

      هؤلاء همْ أبناؤنا المتخرجون، يتقدّمون بخطى ثابتة ليأخذوا مواقعهم على المنصّة، وعلامات الفرح تتلألأ في العيون.

     طالما انتظروا هذا اليوم البارز في مسيرة العمر، إنّه يومُ الحصاد الصّغير، والذي لولاه لما كان حصادٌ كبير.

     إنّ الحبّة التي كانت بزرة صغيرة، نمَتْ، وكبُرَتْ، وأصبحتْ غرسة واعدة، تؤذنُ أنْ تعطي ثمراً طيبا، وأكلا شهيّا. أعمدة الليسيه شارلماين تتغاوى، وأروقتها تزهو وتختالُ، وصروحها تشمخ وتتعالى.

إنّه لفي غاية الفرح والغبطة، أن يستضيف صرح الليسه شارلماين صاحب المعالي نائب رئيس الحكومة وزير الصحّة غسان حاصباني الحائز من بريطانيا شهادة الهندسة بدرجة امتياز فضلا عن الماجستر من إدارة الأعمال.

     فمعاليكم مدرسة نموذجيّة فريدة شامخة شموخ الجبال تجمعون العلم والاخلاق والمعرفة.

     أنتم أدبا بدون شائبة، أخلاقا ترفرف على كلّ من حولها وتضخ نفسا عابقا بالعطر والأريج.

أنتم النبل والاخلاق بعينه.

     ولا يسعني إلا بتقديم تحيّة اكبار إلى السواعد المفتولة. والجباه العالية التي مسحت الكآبة عن وجوهنا وعلمتنا الصمود والوطنيّة. لن يذهلني النبع إذا غاص ولا الشمس أن احتجبت ولا القمر ان هجر الأرض. إنما الدهشة كلّ الدّهشة إن شحّ عطاؤك ونضب معينك يا جيشنا الباسل تحيّتي إلى قائد الجيش العماد جوزف عون.

     أصحاب المقامات أيّها الحفل الكريم،

     على الطائر الميمون يا خير قادم،

     أهلا وسهلا بالعلى والاكارم،

خيرُ الكلام في هذا المقام، ما دارَ على العلم والتربية، لأنّنا بهديهما نهتدي، وعلى اسميهما نجتمع، فالعلم سمة العصر وعلامته الفارقة. والبلدانُ المتقدّمة في مضمار العلم، تتبوّأ مركزَ الصّدارة في عالمنا المعاصر. هذه الحقيقة ترتبُ علينا نحنُ اللبنانيين، مسؤوليّات جسيمة، وتحدونا إلى استنهاض الهمم، وشحذ العقول لكي نواكبَ ركبَ الحضارة، ونسهمَ في إبداعها، مثلما كانَ أجدادُنا وآباؤنا في الماضيين البعيد والقريب.

     على أنّ العلمَ لا يستقيمُ أمرُهُ، ولا يطيبُ ثمرُهُ، إلا إذا اقترنَ بتربية صحيحة سليمة معافاة، تربية عصريّة متجدّدة، قادرة على استيعاب مستجدّات العلم المتسارعة، مؤهلة تلقائيّا لبعث الرّوح في العلم، وإكسابه مضمونا إنسانيّا شاملا، يكونُ فيه النّفعُ العميمُ والخيرُ الفائضُ للفرد والجماعة، للوطن والإنسانيّة على حدّ سواء.

     ومنْ دواعي السّرور أنّ مناهجنا التربويّة الرّاهنة، تشهَدُ اليومَ تحديثا بهذا الاتجاه، بحيثُ تراعي مناخَ التطوّر المسؤول، وتتوافر له كلّ مقوّمات النّجاح.